الاثنين، 18 أبريل 2011

تقويم التدريس

 * مفهوم التقويم ووظائفه:
إن الهدف الأساسي الذي تسعى عملية التعلم والتعليم إلى تحقيقه ، هو إحداث التعلم ،أي التغير المرغوب غي سلوك المتعلم ، وهذه العملية في الواقع تحتاج بصورة مستمرة إلى  اتخاذ قرارات حول جوانبها 
مثل:
-هل حدث التغير المرغوب في سلوك المتعلم أم لم تحدث؟؟ 
-إذا حدث التغير ، فهل التغير الذي حدث كان مطابقاً لما وصف في الأهداف التعليمية أم دون ذلك ؟؟
-ماجوانب القصور في العملية التعليمية التي كانت سبباُ في عدم تحقيق الهدف المنشود؟؟
 وتحتاج هذه الأسئلة إلى اجابات واضحة ومحددة لاتخاذ القرارات المناسبة حولها ، والتقويم هو العملية التي تساعدنا على اتخاذ تلك القرارات.
 ولذا يعرف التقويم على أنه:عملية لاصدار أحكام والوصول إلى قرارات حول قيمة خبرة من الخبرات ، وذلك من خلال التعرف على نواحي القوة والضعف فيها على ضوء الأهداف التربوية المقبولة بقصد تحسين عملية التعليم والتعلم.
   وبهذا المعنى يصبح التقويم عملية مستمرة شاملة لاتقف عند مجرد إعطاء درجة أو تقدير ن وإنما ترتبط بإصدار أحكام على ضوء أهداف أو معايير محددة ، كما أن التقويم يختلف عن القياس حيث يقصد بالقياس اعطاء قيمة لصفة من الصفات ،ولا يتطلب إصدار أحكام حول هذه القيمة أو مدلولاتها.
 وظائف التقويم:
1- التقويم يوجه جهود الطلاب اثناء التعلم:فالطلاب عادة يدرسون ماسيتم اختبارهم فيه ، بل انهم يدرسون بالطريقة التي تناسب انواع الاختبارات التي تعقد لهم.
ومن هنا يمكن أن يكون التقويم وسيلة جيدة لتوجيه اهتمام المعلمين والطلاب بالأهداف التي نسعى إليها.
2-التقويم يوجه جهود المعلمين اثناء التدريس:
ماقيل عن المعلم يقال أيضاً عن التدريس , فالمعلم عادة يستخدم استراتيجيات التدريس التي تتناسب مع نوعية الاختبارات , ومعنى ذلك أن الاختبارات لو أكدت جوانب أخرى بالاضافة إلى التذكر فإن استراتيجيات التدريس سيتم تطويعها وفقاً لتلك الاهداف.
3-التقويم وسيلة فعالة لتقديم التغذية الراجعه: يمكن للمعلم والطلاب الاستفادة من نتائج التقويم في عملية التغذية الراجعة وتحسين الأداء، إذ تشير الدراسات إلى ان التقويم يساعد على التعرف على مدى تحقق الاهداف التعليمية ، كما أنه يساعد على تدعيم عملية التعليم والتعلم ، فقد تبين من تللك الدراسات أن معرفة الطالب لدرجته في الامتحان تساعده على تحسين ادائه في الامتحان التالي.

اسلوب التدريس

  سبق أن أوضحنا عند الحديث عن طريقة التدريس ، أن المعلم هو العنصر المهم والرئيس في نجاح أي طريقة للتدريس .
 ويأتي تأثير المعلم في نجاح طريقة التدريس أو استراتيجية التدريس من مصدرين هما:مهارات المعلم ، وشخصيته أو سماته الشخصية.
  ونجد أن المعلم يشكل أهم جوانب الموقف التدريسي ، وأن مفاهيم أخرى كطريقة التدريس أو مستراتيجية التدريس أو مدخل التدريس لاتعني شيئاً بدون المعلم عند النظر إليها من منظور تطبيقي عملي .
 ونقصد بالمعلم هنا:شخصيته أو سماته النفسية ، وخصائصه البدنية بالإضافة إلى مهاراته التدريسية.
وتؤثر هذه السمات مجتمعة في تحديد مايسمى "بأسلوب المعلم الخاص في التدريس،أو أسلوب التدريس الخاص بالمعلم".
 أي أن أسلوب التدريس مصطلح يرتبط بالخصائص الشخصية للمعلم .
وهذا يعني أن البنية أو التركيبة النفسية للمعلم بكل جوانبها ، وخاصة مايتعلق منها بنظرته إلى ذاته ، وإلى الطلاب ، وإلى مهنة التدريس وإلى المجتمع والآخرين تجعله يصنف في فئة دون أخرى .
 كأن يكون تسلطياً أو غير تسلطي ، مبتسماً أو عبوساً ، متحمساً للعمل أو خاملاً غير مهتم ،متمركزاً حول ذاته أو يهتم بمشاعر الآخرين.
  إلى مثل ذلك من التصنيفات التي تعود إلى عوامل نفسية ، وقد تؤثر فيها أيضاً الخصائص البدنية، كالقوة ،والمظهر ،والصحة ، والوزن ، والطول ، والملامح ، والمظهر .....إلخ.

استراتيجيات التدريس

      يقصد بالاستراتيجية بصفة عامة:فن استخدام الامكانات والوسائل المتاحة بطريقة مُثلى تحقق الأهداف المرجوة على أفضل وجه.
   ويبدو أن مصطلح الاسترتيجية في أضله مصطلح عسكري ، استخدم في التخطيط العسكري ، ثم في التخطيط المدني ،وأتى بعد ذلك في مجال التدريس .
  ويرى البعض أن استراتيجية التدريس تعني :مجموعة تحركات المعلم التي تحدث بشكل منتظم ومتسلسل داخل الصف، بهدف تحقيق الأهداف التعليمية للموقف التدريسي.
ولعلنا نلخص إذن إلى أن مفهوم استرتيجية التدريس جاء ليلبي واقع المواقف التدريسية ، فالمعلم في واقع الأمر لايكتفي طوال الدرس مثلاً بطريقة المحاظرة ،بل يمزجها أحياناً بطريقة المناقشة ، أو بطريقة البيان العملي أو بغيرها من طرق التدريس الخاصة، مثل الاكشاف في العلوم أو الاستدلال في الرياضيات وهكذا.
  ويعني استخدام المعلم لأكثر من طريقة أنه يلبي احتياجات الموقف التدريسي الذي يتضمن أهدافاً متباينه ، تفرض استخدام طرق تدريس مناسبة لكل هدف .

مداخل التدريس

  يقصد بمداخل التدريس :
تلك الأطر الفكرية التي يستند اليها مفهوم التدريس عند جماعة ما.
ولذا فقد يستخدم مصطلح إطار التدريس في اللغة العربية كمرادف لمصطلح مدخل التدريس ، كما قد يستخدم أيضاً مصطلح الاتجاه (الاتجاه الكشفي مثلاً) كمرادف آخر لمصطلح مدخل التدريس .
  وكثيراً ماتثار بعض السئلة حول حول مداخل التدريس وعلاقتها بطرق التدريس ، وأيها أعم من الآخر؟؟
 ولذلك يجدر بنا أن نعرض بإيجاز أهم المداخل (الأطر أو الاتجاهات) الشائعة للتدريس وهي:
1-المدخل المنطقي:ويعتمد هذا المدخل على تنظيم المعارف تنظيماً منطقياً ،أي على أساس بساطة المعرفة ،فترتب المعرفة بدءاً من البسيط إلى المركب أو من المحسوس إلى المجرد.
2-المدخل التاريخي:ويعتمد هذا المدخل على تقديم المعرفة من خلال دراسة تطور الفكر الإنساني وأساليب البحث في مجال ما، ومانتج عن هذا البحث والتطور من معارف ومنجزات ، وما أسهم فيه من علماء وباحثين.
3- المدخل الديني :ويعتمد هذا المدخل على تقديم المعارف من خلال دراسة نصوص شرعية ، سواء أكانت من القرآن الكريم أو السنة النبوية المطهرة ،ومن خلال ذلك يمكن التوصل إلى معارف في أي مجال ، ولا مانع من تفصيلها وتدعيمها بالعلوم الحديثة ولكن تبقى أهمية وضرورة ربط كل مايتم التوصل إليه من معارف بالأصول الشرعية، بحيث يبقى للتدريس وجهة معينة تهدف دائماً إلى تعقيد العقائد.
4-المدخل الكشفي: يعتمد هذا المدخل على تقديم الطلاب إلى المعرفة ،وليس تقديم المعرفة إلى الطلاب، ويعني ذلك تزويدهم بالطرق والأساليب التي تمكنهم من البحث والاكتشاف والسير نحو التوصل إلى المعارف بجهدهم أساساً وببعض المساعدة من الآخرين.
ويعني ذلك بصفة رئيسية عدم تقديم المعارف في صورة منظمة ، واستبدال ذلك بمشكلات تتطلب البحث والكشف عن حلول لها ، ومن خلال العمل على إيجاد تلك الحلول تنشأ المعارف الجديدة وتتولد .


الأحد، 17 أبريل 2011

تنفيذ التدريس

    ~ طرق تنفيذ التدريس * ~
  ان المعلمين يختلفون في طريقة شرحهم للدروس ، فمن المعلمين من يعمد إلى إلقاء معلومة قصيرة ثم يطلب من الطلاب ترديدها أو تكرارها، ومنهم من يشرح المعلومات في تواصل مستمر حتى ينتهي وقت الدرس ، ومنهم من يشرح مستخدماً السبورة الطباشيرية في توضيح الأفكار ، ورسم الأشكال وكتابة الخلاصات.
كما أن منهم من يعمد إلى المناقشة المستمرة والحوار الدائم مع الطلاب ، ومنهم أيضاً من يستعمل وسائل تعليمية في اثناء عمله ،ومنهم من لايعمد إلى ذلك .
إن هذه الاختلافات بين هؤلاء المعلمين الذين عاصرتهم كطالب في مراحل دراستك المختلفة إنما تشير إلى مايسمى بطرائق التدريس.
  وطرائق التدريس كانت ولازالت ذات أهمية خاصة بالنسبة لعملية التدريس ، ولذلك فقد ركز التربويون الجزء الأكبر من جهودهم البحثية طوال العقود الماضية على طرق التدريس المختلفة ،وفوائدها في تحقيق مخرجات تعليمية مرغوبة لدى الطلاب المتعلمين.
  ولقد أدى هذا الاهتمام بطرق التدريس إلى انتشار القول بأن ((المعلم الناجح ماهو إلا طريقة ناجحه))وعمد القائمون على إعداد المعلمين إلى تدريب طلابهم على استخدام طرق التدريس المختلفة التي تحقق أهداف االتدريس بيسر ونجاح.
   وفي ضوء ماسبق نلحظ أن مفهوم طريقة التدريس يشير إلى مايتبعه المعلم من خطوات متسلسلة متتالية مترابطة ، لتحقيق هدف أو مجموعة اهداف تعليمية محددة.
   وقد يتضح من التعريف السابق أن تسلسل الخطوات وترابطها هو الضمان لجودة طريقة التدريس ، إلا أن ذلك غير صحيح ، فلا يوجد اي ضمان لجودة طريقة ما للتدريس إلا المعلم ذاته .
 ويعتمد ذلك بصفة خاصة على العوامل التالية:
1)أن يختار المعلم الطريقة المناسبة لأهداف الموضوع الذي يريد تدريسه.
2)أن يكون لدى المعلم المهارات التدريسية اللازمة لتنفيذ طريقة التدريس التي اختارها بنجاح.
3)أن يكون لدى المعلم الخصائص الشخصية المانسبة التي تمكنه من تنفيذ طريقة التدريس بنجاح.
  *تطور طرق التدريس في العصر الحديث:
سوف نركز حديثنا هنا على عرض ملامح تطور طرق التدريس في العصر الحديث ،نظراً لتتابع النظريات والأفكار التربوية والنفسية في القرن الأخير ، ومااستتبع ذلك من ظهور طرق تدريس تعكس هذه التطورات ، وسوف نعرض طريقتين فقط من هذه الطرق التي تعكس اتجاهين مختلفين في الفكر التربوي ، وهما طريقة هربارت وطرقة حل المشكلة.
1)طريقة هربارت:
وهي اكثر الطرق التي شاع الحديث عنها في العصر الحديث ،وقد سميت باسم مبدعها الشهير "هربارت" .
واعتمدت هذه الطريقة على مبادئ سيكولوجية، استمدها من بحوث علم النفس التي توصلت  إلى أن الإنسان يتعلم الحقائق الجديدة بمساعدة الحقائق القديمة التي يعرفها ، أي أن الجديد يمكن أن يبنى على القديم الموجود أصلاً عند الفرد.
   وقد تضمنت طريقة هربارت في التدريس الخطوات الآتية:
أ-التمهيد: وفيه يمهد المعلم للدرس مستخدماً معلومات يعتقد أنها معروفة لدى التلاميذ ، أي أنه يثير مالدى التلاميذ من أفكار ومعان تتعلق بالدرس، ويفترض إلمامهم بها نتيجة خبراتهم ومدركاتهم السابقة.
ب- العرض: وفيه يقوم المعلم بعرض مالديه من معلومات جديدة في تسلسل وتنظيم دقيق على التلاميذ.
ج-الربط: وفيه يعمد المعلم إلى مقارنة المعلومات التي قدمها في كل من التمهيد والعرض، بحيث يحاول ربط المعلومات القديمة الموجودة أصلاً لدى التلاميذ بالمعلومات الجديدة التي يتضمنها الدرس الجديد ،وبذلك يتقدم بفكر التلميذ ومعلوماته,
د-التعميم: وفيه يقوم المعلم بعرض أمثلة للمفاهيم التي قدمها في الدرس،حتى يتمكن من الخروج بتعميمات مناسبة ،ويشترط في هذه الحالة أن تكون الأمثلة جديدة ، حتى لايعتبرها التلاميذ تكراراً مملاً لمحتويات الدرس ،فتحقق الاثارة والانتباه اللازمين لمواصلته.
هـ- التطبيق : وفيه يساعد المعلم تلاميذه على حل مشكلات جديدة باستخدام المعلومات أوالمهارات التي سبق لهم تعلمها اثناء .
2)طريقة حل المشكلة:
وتسمى أحياناً بطريقة "جون ديوي"نسبة إلى المربي الأمريكي الشهير صاحب هذه الطريقة ، والذي يرى أن طبيعة الحياة تفرض مرور الانسان في المشكلات بصفة دائمة ويومية، لذا فإن حل مثل تلك المشكلات هي من دستور الحياة اليومية وخصائصها ، الأمر الذي يجعل من اولى واجبات المدرسة أن تدرب التلاميذ على هذه العملية .
  ويرى "جون ديوي" أن ذلك يتم من خلال استخدام طريقة حل المشكلة ، كطريقة لتعليم التلاميذ عبر الخطوات التالية:
أ- وضع التلميذ في موقف مربك أو محير مثير للتفكير يمثل مشكلة تتحدى قدراته العقلية ، ومن ثم مساعدته على تحديد هذه المشكلة في عناصر واسئلة محددة واضحة.
ب-مساعدة التلميذ على التفكير والعمل على وضع خطة للعمل على حل المشكلة، وهذه الخطة تعتمد بصفة أساسية على خبراته السابقة ومعلوماته الخاصة بمجال المشكلة ، وقد يشمل ذلك فرض فروض معينة ، واستبعاد بعضها بعد فحصها منطقياً ، وقد يتضمن ايضاً فحص هذه الفروض تجريبياً في مختبرات وبواسطة أدوات خاصة.
ج-مساعدة التلميذ على صياغة نتائج بحثه عن حل للمشكلة في عبارات ، ومحاولة تعميمها على مواقف مشابهة.
   إن كلاً من خطوات طريقة "هربارت" وخطوات طريقة "ديوي" تتضمن محاولات يقوم بها المعلم لكي يتقدم التلاميذ في المدرسة معرفياً أو مهارياً أو وجدانياً ،إلا أن الأطر الفكرية التي تقوم عليها كل من الطريقتين  تختلف تمام الاختلاف.
  فالمادة أو المحتوى الذي يدور حوله التعلم ،ينظم ويقدم إلى الطلاب في طريقة "هربارت" جاهزاً في الخطوة الخاصة بالعرض ، بينما يبحث الطلاب عن المادة بأنفسهم  ويفكرون ملياً في كيفيات الحصول عليها في طريقة "ديوي" عبر محاولاتهم المستمرة لحل المشكلة التي واجههم بها المعلم.
   *تصنيف طرائق التدريس:
 إن التصنيف كعملية عرفها البشر منذ زمن طويل يمكن أن تتم على أسس كثيرة ن فنحن نستطيع أن نصنف مجموعة من الدفاتر على أساس لونها إلى بيضاء وملونه، ثم على اساس عدد صفحاتها إلى دفاتر اقل من مئة صفحة وأخرى أكثر من مئة صفحة وهكذا.
 وعلى هذا الأساس فإن هناك طرقاً متعددة لتصنيف طرق التدريس ،فقد يرى بعض التربويون تصنيفها على أساس 1-اهتمامها بنشاط التلميذ 
والبعض الآخر يرى تصنيفها 2-وفقاً لنمط الاحتكاك بين المعلم والطلاب.











تخطيط التدريس

   ان العملية التعليمية شأنها شان كافة المهمات الاقتصادية والاجتماعية المختلفة لابد وأن تتضمن خططاً موجهة لتربية الأجيال وتنشئتهم تنشئة سليمه.
   والتدريس عملية مهمه ومكون رئيس من مكونات العملية التعليمية ، ولذلك لابد من التفكير في وضع الخطط المناسبة له ، وفي واقع الأمر فإن التخطيط ضروري ومهم ليس للتدريس أو لغيره من الأعمال فحسب ،بل إنه ضروري لحياتنا اليومية ،فكل منا يخطط للأعمال التي سيقوم بإنجازها في يومه، حتى إنه يخرج من منزله بخطة تكون بمثابة المرشد والدليل الذي يوجه تحركاته وأعماله.
  *مفهوم التخطيط:
التخطيط هو عبارة عن اسلوب أو منهج حديث يهدف إلى حصر الإمكانات والموارد المتوفرة ودراستها وتحديد اجراءات استغلالها ،لتحقيق اهداف مرجوّة خلال فترة زمنية معينه.
  ويعني الأخذ بالتخطيط الحفاظ على الطاقة العقلية البشرية وتنميتها ،وذلك من خلال استخدامها في حل المشكلات حلاً أمثل ، عن طريق الاسلوب العلمي في التفكير ، ويعمل التخطيط عادة على دراسة الموارد أو المصادر الطبيعية ومصادر الانتاج ،بقصد المواءمة بينها وبين احتياجات المجتمع.
   *لماذا نخطط للتدريس؟
نستطيع أن نقول أن للتخطيط أهمية بالغة في ضوء الطموحات المتزايدة للأمم وللبشر في كافة ارجاء المعمورة وتبدو أهمية التخطيط في أنه يفيد في الجوانب التالية:
1)حصر وتحديد الامكانات الاقتصادية والبشرية.
2)دراسة آمال ورغبات المجتمع وترتيبها في أولويات محددة.
3)رسم السبل التي يمكن عن طريقها استخدام الإمكانات في تحقيق الآمال والأهداف المحددة.
4)استخدام اسلوب التفكير العلمي في حل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية
5)استخدام نتائج العلم في دفع أساليب التنمية ومخططاتها.
   ويمكن أن نلخص أهمية التخطيط للتدريس بشكل عام في النقاط التالية:

1)يشعر المعلم كما يشعره غيره من العاملين في المهن الأخرى أن التدريس عملية علمية لها متخصصوها.
2)يستبعد سمات الارتجالية والعشوائية التي تحيط بمهام المعلم .
3)يجنب المعلم الكثير من المواقف الطارئة المحرجة.
4) يؤدي إلى نمو خبرات المعلم العلمية والمهنية بصفة دورية مستمرة ؛وذلك لمروره بخبرات متنوعة في اثناء االقيام بتخطيط الدروس.
5)يؤدي إلى وضوح الرؤية أمام المعلم.
6)يساعد المعلم على اكتشاف عيوب المنهج المدرسي.


    *أنواع خطط التدريس:
 1)التخطيط بعيد المدى: وهو التخطيط الذي يتم لمدة طويلة مثل عام دراسي كامل ،أوفصل دراسي (أربعة أشهر).ويقوم المعلمون بهذا النوع من التخطيط تحت عنوان (توزيع المقرر) وذلك في أول كل فصل دراسي .
  ويجب ألا يقتصر هذا النوع من التخطيط على توزيع المقرر على شهور وأسابيع الفصل الدراسي فحسب، إذ إن ذلك يمثل مجرد خطة زمنية للتدريس ،لكنه يجب أن يتضمن أهداف التدريس لكل وحدة دراسية،أو فترة زمنية، والمواد والأجهزة اللازمة للتدريس والأدوات التي سوف تستخدم في التقويم ؛وذلك لأن كل هذه الأمور تستغرق في الغالب وقتاً لإعدادها.
 2)التخطيط قصير المدى: وهو التخطيط الذي يتم لفترة وجيزة ،كالتخطيط الاسبوعي ،أو التخطيط اليومي الذي يتم من أجل درس واحد أو درسين.
  ويفضل عادة القيام بتخطيط عام لكل أسبوع في السبوع السابق له مباشرة ؛وذلك لتجهيز مستلزمات التدريس .

 ويساعد هذا النوع من التخطيط المعلم إلى حد كبير عند قيامه بوضع الخطط التفصيلية للدروس اليومية ،حيث يتم ذلك في ضوء ماتم فعلاً في الخطة الأسبوعية ، وماأسفرت عنه من إعداد للوسائل التعليمية والاختبارات. 

*الاعداد للتدريس:
  هناك فرق بين إعداد خطة التدريس والإعداد للتدريس ذاته، فكثيراً مايقوم المعلم بإعداد خطط تدريس جيدة وشاملة ،وتحتوي على الوسائل والمواد التعليمية التي تضمن نجاح المعلم في تنفيذ أهداف التعلم ، ثم يأتي وقت التدريس فيفاجأ بأن المختبر الذي كان ينوي التدريس فيه مشغول أو الوسيلة أو الجهاز التعليمي الذي خطط على اساسه مستخدم من قبل معلم آخر ، إلى غير ذلك من المفارقات .
 ولذلك فإن الإعداد للتدريس يعني ترتيب وتجهيز المواد والأماكن والأدوات التي ستستخدم وفق خطة التدريس.
  والإعداد للتدريس شرط أساس لنجاح تنفيذ الخطة المُعدّة، ويعتبر الإعداد عملاً مكملاً للتخطيط ،إلا أنه لايدخل ضمن عملية التخطيط ، فالتخطيط عمل تصوري ذهني أو عقلي لما سيحدث  في الفصل، أما الإعداد فهو عمل ميداني واقعي يهدف إلى توفير كافة عوامل النجاح اللازمة للتخطيط الذهني.

السبت، 16 أبريل 2011

اهداف التدريس

   ~.. أهداف التدريس ..~
  عادة مايهدف الموقف التدريسي إلى تحقيق مخرجات تعليمية محددة يمكن مشاهدتها بصورة فورية لدى التلاميذ بعد انتهاء التفاعل بين أحداث ذلك الموقف وعناصره.
  إلا أن هذه المخرجات البسيطة المحدده ليست هي الغرض النهائي لعملية التدريس ، فالتدريس عمل في إطار عملية، وعادة ماتسمى هذه العملية :((العملية التعليمية)).
   وتهدف العملية التعليمية إلى تحقيق أهداف كبرى ، تعكس آمال المجتمع وطموحاته في تنشئة أفراده ،ويجب أن تكون هذه الأهداف الكبرى معلومة لدى كل معلم ، حتى يمكنه العمل  في ضوء هذه الأهداف ،وحتى يمكنه الاهتداء بها في رسم خططه التدريسية طويلة المدى ،وفي تحقيق الترابط بين أهداف المواقف التدريسية المختلفه بشكل يسمح بنسج شبكة من العلاقات بين تلك الاهداف ، ومن ثم يسمح بربطها في اهداف تعليمية بعيدة المدى ،مما يساعده في تحقيق مخرجات تعليمية تعكس تلك الاهداف .
  أولاً:أهداف التعليم في دور الحضانة ورياض الاطفال:
1) صيانة فطرة الطفل ورعاية نموه الخلقي والعقلي والجسمي في ظروف طبيعية سوية لجو الأسرة، متجاوبة مع مقتضيات الإسلام.
2)تكوين الاتجاه الديني القائم على التوحيد ،المطابق للفطرة.
3)أخذ الطفل بآداب السلوك ، وتيسير امتصاصه الفضائل الإسلامية ، والاتجاهات السليمة ،بوجود اسوة حسنة وقدوة محببة أمام الطفل .
4)إيلاف الطفل الجو المدرسي ، وتهيئته للحياة المدرسيه ونقله برفق من (الذاتيه المركزية ) إلى الحياة الاجتماعية المشتركة مع أترابه.

   ثانياً:أهداف التعليم الابتدائي:
المرحلة الابتدائيه هي القاعدة التي يرتكز عليها إعداد الناشئين للمراحل التاليه من حياتهم ،وهي مرحلة عامة تشمل أبناء الأمة جميعاً ،وتزودهم بالأساسيات من العقيدة الصحيحة والاتجاهات السليمة ، والخبرات والمعلومات والمهارات .وتشمل مايلي:
1)تعهد العقيدة الاسلامية الصحيحه في نفس الطفل ،ورعايته بتربية اسلامية متكاملة في خلقة ،وجسمه وعقله ولغته .
2)تدريبه على إقامة الصلاة ,اخذه بآداب السلوك والفضائل.
3)تنمية المهارات الأساسية المختلفة ،وخاصة المهارة اللغوية ،والمهارة العدديه والمهارات الحركية.
4)تربية ذوقه البديعي ،وتعهد نشاطه الابتكاري ،وتنمية تقدير العمل اليدوي لديه.
5)إعداد الطالب لما يلي هذه المرحلة من مراحل حياته.


   ثالثاً:أهداف التعليم المتوسط:
المرحلة المتوسطة مرحلة ثقافية عامة ، غايتها تربية الناشئ تربية إسلامية شامله في عقلة وجسمة وخلقه ،ويراعى فيها نموه وخصائص الطور الذي يمر به ،وهي تشارك غيرها في تحقيق الأهداف العامة من التعليم.
وتشمل أهدافها مايلي:
1)تمكين العقيدة الإسلامية في نفس الطالب وجعلها ضابطة لسلوكة وتصرفاته ،وتنمية محبة الله وتقواه وخشيته في قلبه.
2)تزويده بالخبرات والمعارف الملائمة لسنه ،حتى يلم بالأصول العامة والمبادئ الأساسية للثقافة والعلوم.
3)تشويقه إلى البحث عن المعرفة ،وتعويده التأمل والتتبع العلمي.
4)تعويده الانتفاع بوقته في القراءة المفيدة ،واستثمارفراغه في الاعمال النافعة ،وتصريف نشاطه بما يجعل شخصيته الاسلاميه مزدهرة قوية.
5)تقوية وعي الطالب ليعرف -بقدر سنه -كيف يواجه الإشاعات المضللة، والمذاهب الهدامة ،والمبادئ الدخيلة.



رابعاً:أهداف التعليم الثانوية:
إن هذه المرحلة تشارك غيرها من المراحل في تحقيق الأهداف العامة للتربية والتعليم، بالإضافة إلى ماتحققه من أهدافها الخاصة .وتشمل هذه الأهداف مايلي:
1)دعم العقيدة الإسلامية التي تستقيم بها نظرة الطالب إلى الكون والإنسان والحياة في الدنيا والآخرة نوتزويده بالمفاهيم الأساسية والثقافه الإسلامية التي تجعله معتزاً بالإسلام ،قادراً على الدعوة إليه والدفاع عنه.
2)تعهد قدرات الطالب ، واستعداداته المختلفه التي تظهر في هذه الفترة ، وتوجيهها وفق مايناسبه وما يحقق أهداف التربية الإسلامية في مفهومها العام.
3)تهيئة سائر الطلاب للعمل في ميادين الحياة بمستوى لائق.
4)تحقيق الوعي الأسري لبناء أسرة إسلامية سليمة .
5)رعاية الشباب على أساس الإسلام وعلاج مشكلاتهم الفكرية والانفعالية، ومساعدتهم على اجتياز هذه الفترة الحرجه من حياتهم بنجاح وسلام.



النظرة الحديثه إلى التدريس

         ~ ماهي النظرة الحديثة للتدريس ؟؟؟ ~


    التدريس من وجهة النظر الحديثه ليس عملية لنقل المعلومات ، ولكنه نشاط مخطط يهدف إلى تحقيق نواتج تعليمية مرغوبة لدى التلاميذ ، حيث يقوم المعلم بتخطيط وإدارة هذا النشاط.
     ويعني ذلك أن هناك أدواراً جديدة لكل من المعلم والمتعلم وفق هذه النظرة التقدمية إلى عملية التدريس ، فالمعلم لن يقتصر على القاء المعلومات ، والتلاميذ لن يقتصر دورهم بالتالي على حفظ تلك المعلومات استعداداً لتسميعها .



       وتأتي هذه النظرة الحديثة لمفهوم التدريس انعكاساً للنظرة الحديثة إلى عملية التربية ذاتها ، حيث ابرزت البحوث النفسية ضرورة النظر إلى المتعلم كشخص يحتاج إلى النمو المتكامل، مما يعني اشتمال ذلك النمو على الجوانب الروحية والعقلية والجسمية بشكل منسجم ، يضمن عدم طغيان جانب على الآخر ، ويراعى عدم الفصل بين هذه الجوانب .
     وقد أضهرت الدراسات ضرورة العناية بدوافع الأفراد الفطرية للتعلم والمعرفة ، واستغلالها لزيادة التعلم وتوجيهه ، وهو مايؤكد زيادة الدور الذي نتوقع من التلميذ أن يقوم به في اثناء التعلم في مقابل تقليل دور المعلم  ، ويأتي هذا منسجماً مع الحقيقة القائلة (بأن التلميذ هو المستهدف والمستفيد الأول من عملية التدريس) ، أو من العملية التربوية بشكل عام ، وبالتالي فإن عليه أن يعمل ويشارك بفاعلية لتحقيق هذه الاستفادة.
        * وعليه فإن من الممكن أن نعرِّف التدريس بأنه:
موقف مخطط يستهدف تحقيق مخرجات تعليمية مرغوبه على المدى القريب ، كما يستهدف إحداث مظاهر متنوعه للتربية على المدى البعيد .

الأحد، 3 أبريل 2011

النظرة التقليدية إلى التدريس..

* ماهي النظرة التقليدية إلى التدريس ؟؟؟
   لقد عرف التدريس ومازال يُعرف لدى العامة بل ولدى المعلمين بأشكال عديدة ، إلا أن أغلبها يدور حول فكرة رئيسية ، ألا وهي نقل المعلومات من الكبار إلى الصغار ، وفي ضوء هذه الفكرة فإن المدرس أو المعلم هو ذلك الشخص الذي يُعهد إليه بتلقين المعارف إلى التلاميذ.
    وترتبط هذه النظرة التقليدية للتدريس بالاتجاه التقليدي القديم في التربية ، والذي كان يرى أن الأولوية يجب أن توجه إلى عقل المتعلم لشحنه بالمعارف والعلوم والتي يرى الكبار أهميتها ، وحتى يمكن إتمام هذه المهمة ، كان من الضروري الاهتمام بالتلقين والحفظ والاسترجاع كعمليات متكاملة تحقق ذلك الغرض .
    وإذا كان لهذا الاتجاه التقليدي في التربية اساس سيكولوجي(نفسي) ، وهو النظر إلى المتعلم كجزأين منفصلين : هما الجسم والعقل ، فإن له أيضاً أساساً اجتماعياً يتمثل في اهتمام الكبار -المبالغ فيه- بشأن المحافظة على التراث الثقافي ، والعمل على نقل هذا التراث عبر الأجيال .


 وإذا كنا بصدد البحث عن نظرة تقدمية أو حديثة لمفهوم التدريس ، فإنه يجدر بنا أن نبدأ ذلك من تلخيص  لأهم أوجه النقد الموجهه إلى تلك النظرة التقليدية لمفهوم التدريس ، والتي يمكن تحديدها فيما يلي :
1)إن التلميذ كائن حي له دوافعه وميوله وحاجاته التي لايمكن إغفالها عند تقديمه لمواقف التعلم ، ومن ثم فإن اقتصار عملية التدريس على  نقل المعلومات يخل بهذا التكوين الفطري للكائن البشري ، ويهمل تنمية  الجوانب الاخرى من شخصية التلميذ.


2)إن تراكم المعارف العلمية يجعل من الصعب نقل التراث المعرفي من جيل إلى جيل بالطرق التقليدية ، كما يشكك في أهمية  عملية النقل ذاتها من حيث جدواها للتلاميذ.


3)إن الفصل المدرسي في عملية التدريس يحتوي على عنصر واحد فعال ، وهو المعلم الذي يلقن المعلومات ، بينما يبقى التلاميذ والذين يفترض انهم المستفيدون الحقيقيون في المدرسة في موقف سلبي يستمعون إلى مايلقيه عليهم المعلم من معلومات.


4)إن التدريس وفق هذه النظرة لايسهم في إعداد التلميذ للحياة في المجتمع ، فهو يلقنه قدراً من المعلومات دون تدريبه على كيفية توظيف هذه المعلومات في مواقف حياتيه واقعية. 



المقدمة

                          ~* مقدمة في التدريس *~
     يتسم عالم اليوم بالتغيرات السريعة والمتلاحقة في شتى المجالات، وهو مايستلزم بالضرورة نوعاً من التغيرات التربوية التي تتمشى مع تغير المجتمع، بل وتقود هذا التغير وتوجهه الوجهه المرغوبه.
     ويعد التدريس احد المناشط التربوية المقصودة ، والتي تحدث بصفة دوريه من قبل المعلمين في غرف الصفوف الدراسيه على اختلاف مستوياتها ولذا فإن التدريس يجب أن يكون عصرياً ومتطوراً مع تطور الفكر التربوي ، وتطور كافة مناشط ومؤسسات المجتمع .
     وقد لاحظنا أن نسبة كبيرة من الطلاب المعلمين ، ومن المعلمين أنفسهم مازالوا ينظرون إلى التدريس نظرة ضيقه ، فيعتقدون انه مجرد نقل المعارف بطريقة منظمة من بين دفات الكتب إلى أسماع الطلاب ، وهي النظرة التي سادت لعصور طويلة وآن لها أن تتغير ، شأنها شأن كافة التغيرات الاجتماعية المعاصرة.